الأشعار هي عبارة عن وعاء يصب فيه الشاعر مايجول في خاطره من مشاعر سواء أكانت حزينه أو رومنسية أو مفاخرة ، فالشعر الحزين لون من ألوان الشعر له مسبباته وأغراضه. فالحياة عبارة عن دولاب يأخذنا إلى طرقٍ مختلفة لكلٍّ منها مشاعره، لهذا نجد أنفسنا نكتب أو حتى نقرأ أشعاراً قد تعبّر ولو قليلاً عن هذا الحزن والألم.
أيا حزن ابتعد عنّي ودع جرحي يزل همي
وإنّي بك يا حزني غير العذاب لا أجني
أيا حزن مالك منّي؟ ألا ترى الّذي بي يكفيني
تعبت من كثرة التمنّي ولست أنت بحائلٍ عنّي
أيا حزن لا تسئ ظنّي فأنت في غنىً عنّي
فلي من الآلام ما يبكي ولي من الجروح ما يدمي
ألا يا حزن أتعتقد أنّني منك اكتفيت
ألم يحن الأوان بعد ألم يحن زوالك يا حزني
تركت حبيب القلب لا عن ملاله
ولكن جفى ذنباً يؤدّي إلى الترك
أرى شريكاً في المحبة بيننا
وإيمان قلبي لا يميل إلى الترك
تشاغلتم عنّا بصحبة غيرنا
وأظهرتم الهجران ما هكذا كنا
سأترككم من حيث ما تركتم
ونصبر عنكم حق صبركم عنا
ونشغل عنكم وقد شغلتم بغيرنا
ونجعل قطع الوصل منكم لا منا
لنفترق قليلاً لخير هذا الحبّ يا حبيبي وخيرنا
لنفترق قليلاً لأنّني أريد أن تزيد في محبّتي
أريد أن تكرهني قليلاً
لنفترق أحباباً فالطّير كل موسم تفارق الهضابا
والشّمس يا حبيبي تكون أحلى عندما تحاول الغيابا
كن في حياتي الشكّ والعذابا
كن مرّةً أسطورة كن مرّةً سرابا
وكن سؤالاً في فمي لا يعرف الجوابا
لنفترق كي لا يصير حبّنا اعتياداً وشوقنا رمادا
فباسم حبٍّ رائع أزهر كالرّبيع في أعماقنا
أضاء مثل الشمس في أحداقنا
وباسم أحلى قصة للحبّ في زماننا
أسألك الرّحيلا حتّى يظلّ حبّنا جميلا
حتّى يكون عمره طويلا أسألك الرّحيلا
أين قلبي .. هل ضاع بين الزحام
أم أغرقته قطرات الريهام
سأنحني .. سأبحث عنه تحت أقدام البشر
هكذا أنا ضعيفة بين الأنام
تهزمني العواطف ويبكيني الغرام
سأناديك يا قلبي من بين الظلمات
في الدمعة الحزينة
في الطائر المهاجر لأرض الأحلام
ستجدنى أناديك .. اعذرني
لا تلم أوتاري إن عزفت بعدك الأنغام
فأنا كما ترى نغمةً وحيدة بين الأوتار
والرحيل يطاردني وشبح الخوف يلازمني
ونفسي تقاوم الأيام
ماذا فعلت كي تجرحني السهام
وتكويني الآلام وأنا في ذكرياتي غارقة لا أنام
حزن يغتالني وهم يقتلني وظلم حبيب يعذبني
آه .. ما هذه الحياة التي كلها آلام لا تنتهي
وجروح لا تنبري ودموع من العيون تجري
جرحت خدي .. أرقت مضجعي .. وسلبت نومي
آه يا قلبي يا لك من صبور
على الحبيب لا تجور
ما أصعب أن تبكي بلا دموع
وما أصعـب أن تذهب بلا رجوع
وما أصعب أن تشعر بالضيق
وكأن المكان من حولك يضيق
ما أصعب أن تتكــلم بلا صوت
أن تحيى كي تنتظر الموت
ما أصعب أن تشعر بالسأم
فترى كل من حولك عـدم
ويسودك إحسـاس الندم
على إثم لا تعرفه وذنب لم تقترفه
ما أصعب أن تشعر بالحزن العميـق
وكأنه كامنٌ فى داخلك ألم عريـق
تستـكمل وحـدك الطـريـق
بلا هدفٍ بلا شـريكٍ بلا رفيـقٍ
وتصير أنت والحزن والنـدم فريق
وتجد وجهك بين الدموع غريق
ويتحول الأمل الباقي إلى بريـق
ما أصعب أن تعيش داخل نفسك وحيد
بلا صديقِ بلا رفيقِ بلا حبيب
تشعر أن الفـرح بعـيد
تعاني من جـرح لا يطـيب
جـرح عمـيق جـرح عنيد
جـرح لا يداويــه طبيـب
ما أصعب أن ترى النـــور ظلام
ما أصعب أن ترى السعادة أوهـام
وأنت وحيـد حـيران
مِن لا حب يستمر ولا آهات تدوم
ومهما يطول الزمن لا حبّ يستمر ولا آهات تدوم
قلت إني أحبك وأنا أعني كلامي
واليوم أقول لك سأنتظرك وهذا قراري
وعندما أختار شيئاً لا أرجع عن اختياري
سأنتظرك ولو احترق قلبي من نار الأشواقي
فإن لم تكن قدري فقد كنت اختياري
مرّيت بالصدفة بشارع الأحزان
لقيت حلم تائه الخطوة والمعان
كان يبحث في أشلاء الزمان
عن نبض سرق أمام العينان
يعود بالذكرى لعالم الأشجان
يقلّب صفحات طواها النسيان
لحظات نبعت من بئر الحرمان
لتغرق القلب باليأس والهوان
تحية نبض الإنسان لمشاعر الأحزان
تحية ليل الأسى لدموع تغرق العينان
بكيت وهل بكاء القلب يجدي
فراق أحبتي وحنين وجدي
فما معنى الحياة إذا افترقنا
وهل يجدي النّحيب فلست أدري
فلا التّذكار يرحمني فأنسى
ولا الأشواق تتركني لنومي
فراق أحبّتي كم هزّ وجدي
وحتّى لقائهم سأظلّ أبكي
تعبت أكتم قهر حبّي وأعاند كلّ حسّادي
ولا ودّي أحد يدري عن حياتي وش جرى فيها
أنا في يوم حبّيتك، أحسّه يوم ميلادي
تفارقنا وصرنا يا حبيبي بالزمان أغـراب
وتاهت في دروب الشوق يا عمري خطاوينا
تفارقنا ولا ندري عـن الفرقا وش الأسباب
ظروف الوقت ولا خانت أحكام القدر فينا
حبيبي يا بعد كل الحضور ويا بعد من غاب
ترى لو عاندت دنياي ما واللـه تنـسـيـنـا
أكيـد إنا تفارقنا ولكـن ما نـزال أحباب
سكن فينا غلاك اللي على بعدك يواسينا
أطلقت آهتي الأولى .. حين عثرت على قسوتك
مدسوسة بين معسول الكلام
وآهة أخرى أجهضتها عند انتهاء العسل ولم تتوقّف الكلمات
وثالثة عند رحيلك .. دون كلمة وداع تليق بامرأة
ورابعة صرختها .. عند عودتك تبحث عنّي آلاف المرّات
وآهة تلو آهة تلو آهات لا تنتهي
حتّى أصبحت حاملة للقب "ملكة الآهات " دون منافس
وآه أخيرة أفرج عنها اليوم وأنا بكامل سعادتي وقمّة أملي وأوج اشتياقي
أختم بها مسلسل التنهّدات عند محطّة عشقك الواهم
فهناك حب جديد .. يلّوح في خفقات الأفق
قمة ألمي أني لا أعرف سوى ابتسامة حزينة
وقمة فرحي أنّي أرى الابتسامة في وجه الطفولة
لا توجد أصدق من براءة الأطفال
لا توجد أصدق من دمعة الطفولة
ليتني طفل حينما أبكي أجد حنان والدتي
أجد صدرها وأجد الصدق يواسيني
تهت في دنيا كثُرت فيها الأكاذيب
قل فيها الصدق وكثرة الخيانات
ليت نثري .. ماذا دهاني
يعاقبني دهري .. أم يراودني زماني
قلت له اذهب .. فلماذا أتاني
هل جاء معذّباً .. أم نادماً لم يقو نسياني
أم نساؤه انقرضن .. فهام يقتفي أثري ليلقاني
سأختبئ عنه .. فلستُ جانية
بل كان دوماً .. هو الجاني
يا عمري الدّنيا ما تسوى تنام وخاطرك زعلان
ولا بي شي يستاهل يخلّي قلبك يعاني
طلبتك كان لي خاطر تبعد عنك الأحزان
فديت عيونك الحلوة تبسم لو على شاني
حبيبي صار لي مدّة أشوفك تايه وحيران
وأنا والله لا شفتك حزين تزود أحزاني
أنا أحبّك ولا ودّي تعيش بدنيتك ندمان
ترى الأيّام محسوبة وتالي هالعمر فاني
تصدّق بسمتك والله تفرح خاطري الولهان
يطير من الفرح قلبي وأصير بعالم ثاني
والى من شفتك بضيقة أحس إنّي أنا الغلطان
أعاتب نفسي بنفسي ولو ما كنت أنا الجاني
غلاك بداخل عروقي ولا يوصل غلاك إنسان
يمرّ الوقت ويثبت لك غلاك أن الله أحياني
أضحّي بعمري لعيونك تنام انت وأنا سهران
ونادي جروحك لقلبي تجي واحد ورى الثّاني
من القصائد التي حملت مشاعر الحزن اخترنا لكم ما يأتي:
حزن إفريقي
يا أرضَنا السوداءَ طوقكِ السلامْ
يا قومَنا السُّمْرُ، ويا رمْزَ الحُطَامْ
إنَّ الزنوجَ عجبيبةٌ أخبارُهم
فَقرٌ ثَوَى
فى كلِّ أرْوِقَةِ المَدَى
جَهْلٌ تَمَطَّى ساخِراً
فى كلِّ أَدْمِغَةٍ تَوَسَّدَتِ الهَوَى
إنَّ الزنوجَ رَهِيبَةٌ أفكارُهمْ
لايَخْضَعُونَ لأَىِّ رأىٍ فى العصورْ
لا يأخذونَ مِن الحضارةِ غيرَ ما
يُطْرِبهمُ فى اللهوِ والرقْصِ الطويلْ
ولقد تقدَّمَ فى الفضا رَكْبُ الأُمَمْ
إفريقيا اتَّكَأَتْ، تُرَاقِبُ سَيرَهُمْ !
أقيما فروض الحزن
أقيما فروض الحزن فالوقت وقتها
لشمس ضحى عند الزوال ندبتها
ولا تبخلا عني بانفاق أدمعٍ
ملونة أكوى بها إن كنزتها
لغائبة عني وفي القلب شخصها
كأني من عيني لقلبي نقلتها
يقولون كم تجري لجارية ٍ بكى
وما علموا النعمى التي قد فقدتها
ملكت جهاتي الست فيك محبة
فأنت وما أخطا الذي قال ستها
إلا في سبيل الله شمس محاسن
وإن لم تكن شمس النهار فأختها
تعرّفتها دهراً يسيراً فأعقبت دوام
الأسى ياليتني لا عرفتها
وقال أناسٌ إن في الدمع راحة ً
وتلك لعمري راحة ٌ قد نكرتها
هل الدمع إلا مقلة ٌ قد أذبتها
عليك وإلا مهجة قد غسلتها
نصبت جفوني بعد بعدك للدجى
وأما أحاديث الكرى فرفعتها
وقال زماني هاكَ بعد تنعمٍ
كؤوس الأسى والحزن ملآى فقلت ها
بكيتك للحسن الذي قد شهدته
وللشيم الغرّ التي قد عهدتها
وروضة لحدٍ حلها غصنُ قامة ٍ
لعمري لقد طابت وقد طاب نبتها
وحزن فلاة ٍ يممته وإنما
ديارُ الظبا حزنُ الفلاة وموتها
كلانا طريحُ الجسم بالٍ فلو درت
إذاً ندبتني في الثرى من ندبتها
بروحي من أخفي إذا زرت قبرها
جوايَ ولو أعلمتها لعققتها
خبية حسنٍ كنت مغتبطاً بها
ولكن برغمي في التراب دفنتها
وآنسة قد كان لي لينُ عطفها
فلم يبق لي إلا نداها ونعتها
أنادي ثرى الحسناء والترب بيننا
وعزّ على صمتِ المتيمِ صمتها
كفى حزناً أن لا معين على الأسى
سوى أنني تحت الظلام بعثتها
وتنميق ألفاظٍ عليك رقيقة
كأني من نثر الدموع نظمتها
قضيت فما في العيش بعدك لذة
ولا في أمانٍ لو بقيتُ بلغتها
سلامٌ على الدنيا فقد رحل َ الذي
تطلبتها من أجله وأردتها
سيري دموع الحزن والآلام
سيري دموع الحزن والآلامِ
لا تهدئي كي لا ينام ضرامي
القدس باتت والأسى في صدرها
تبكي أنين الشيخ والأيتامِ
يا ويح قلبي قد سرى فيها العدى
والغدر صار كشيمة الأزلامِ
القوم هاموا في المنام وأعلنوا
فوقَ الأسرةِ سائرَ الأحكام
بغداد يا ويحي عليها إذ بكت
تطوي جراح الضَّيغم الضرغامِ
بالأمس كانت أرضها رمز العلا
فيها منار العلم والإعلامِ
واليوم تدفن جهرة تحت الثرى
في غفلةٍ و القوم كالأصنامِ
بين الأنا ماذا ونحن وإننا
صار العراق مكامن الألغامِ
أجسام طهر مالها كف الأذى
تغفو بعطر الخبز في الأحلام
لبنان يا لبنان يلظى في الدجى
وجنوبه قبر الغزاة الدامي
جاءوا إليهِ ملوحين بهدمهِ
مذ جرّدوا بيروتهِ عن شامِ
سيري دموع الحزن والآلامِ
لا تهدئي كي لا ينام ضرامي
ثوري بصدري حومة الحرب
الذي تفني العدى كي لا تذوبَ عظامي
إني لأنظر في مهانة أمتي
وبنات عمي قد أسرنَ أمامي
لا كيف أبقى اجماً أمثال مَنْ
قد يوطيء الهامات كالأنعامِ
إني أنا أيوب أحمي قبلتي
أحمي بسيفي قبلة الإسلامِ
نصر من الله العزيز مؤزرٌ
مهما تدثر فجرنا بظلامِ
عاشقة تطارحها بيروت الحزن
أعدو إلى النسيان،
فيجمح بي حصان الذاكرة
أمشي وحيدة على محيط الكرة الأرضية
ويركض خلفي ذلك الماضي كله كطفل يبكي
بيروت، سرقت عتباتك مني خطواتي وأنا أغادرك. فكيف أمضي
بعيداً؟
في كوابيسي، لا أزال أقف كل ليلة أمام أسوارك المزينة بجثث آلاف
القتلى والمخطوفين،
ووجوه الشبان تتدلّى فوق أبوابك كالمصابيح المطفأة..
أقف وأستجدي النسيان،
وأقايضه بعمري الآتي، فهلا أطلقت سراحي من حبك،
كي أتزوج من الفتور؟
نمت خمسة عشر عاماً، نمت طويلاً
وحين استيقظت،
كان المذياع يتابع نشرة الأخبار ذاتها
والصحف تنشر صورة المذابح نفسها
وحين حاولت أن أطلّ من النافذة،
فوجئت بأنهم سوّروها بالقضبان الحديدية
وشاهدت رجالاً يعمِّرون الأقفاص الإسمنتية
وهم يهتفون باسم الحرية
أتذكر زمن الأفق حتى القمر
يوم لم يكن التنفّس خطيئة مميتة
(ولم تكن عدّادت الهستيريا المسلحة تحصي الأنفاس وتكمّم
الحناجر. أتذكر زمن الصحو، بعيداً عن التنويم المغناطيسي لأكاذيب
تنتعل الرصانة، قبل أن يأتي آخر الزمان حين تصنع العمامةُ
شيخاً، ويصنع الرداءُ الكاهنَ، وقبل أن ينصب اللامعقول مسرحه
في شوارعنا، وقبل سقوطنا في السيريالية السياسية بين يمين الدمار
ويسار الكافيار، وقبل ذبح الضعفاء باسم "المستضعفين"، وقَتْل
الثورة على يدي "الثوار"، وقبل أن تسود السيريالية السياسية ونصرخ
"كلنا للوطن"، ونذبح الوطن بالتكافل والتراضي، وقبل،
وقبل... وبعد... وبعد... وقبل أن نفقد ذاكرتنا.. وماذا كنت
أقول؟... نسيت...)
لقد غدروا بنا
منحناهم رقعة القلب وحلم التوحيد والوحدة
فقايضوا بنا على رقعة شطرنج الأمم
وملأوا بدمنا برك سباحتهم المترفة
وشحنوا جثننا إلى المنافي
وقلنا: غداً نعود
ورمل الزمن يتابع تدفقه فوق رؤوسنا
والآن، وحبّات الرّمل تكاد تملأ حناجرنا
ما زلنا نؤكد بلا صوت كالمجانين: غداً نعود
ذكراك يا بيروت مزيج من الدمع والتبغ
ورائحة زهر الليمون والبارود،
ومواكب العطور والغنج والجنازات،
وخضرة الأرز الداكنة ولهيب الحرائق،
وملوحة البحر الشهية وعويل سيارات الإسعاف التي عبثاً تكنس
الموتى كلهم.
ذكراك مزيج سوريالي من الموت والحياة والجنون والعقل والإغماء
والصحو
بيروت، شيء من الجنون على حافة المستحيل،
فراقك!
المقالات المتعلقة بأجمل بيت شعر حزين